وداعاً كوبا / للشاعر المجري : شاندور چوري

وداعاً كوبا / للشاعر المجري : شاندور چوري


نظرت خَلْفي

وأين كنتِ من قبل، أيتها الجزيرة!

سعفُ نخلكِ كطيور تَلكُمُ الماء

لَجَّت

في وهج الشمس،

وقواربك المطلية بالقطران، 

هَرِمتْ كأفراس نهر.

 

حَّرَرَ البحر يداً من أفقكِ -

فانتظرتُ أن ينساب خلفي،

غير أن وجهه الذي ألفاني كان متقداً.

مُدهّماً كنت ومختلجاً من لوعة الوداع،

مثل دهّمةَ تماثيلك الخشبية.

استيقنتُ، أن هذا الصيف الشاسع سيقصيني بلا رجعة

وتنتظرني أوروبا بثمانية وعشرين درجة تحت الصفر،

وبعشرة آلاف طن من سخامها،

وبضباب يرقرق الأعين،

وبشوارعها التي تشبه أنفاق الكهوف،

لا تفض إلى منفذِ

وألفي عام من الابتسامات المهذبة تنتظرك،

ومبادئ للدعاية،

كلمات الزجر،

أن: هذا غير مسموح بهِ،

أو: ذاك غير ممكن؛

أصدقائي ممددين في المقاهي معصوبي الأعين

يواريهم دخان السجائر. - -

 

مع نسائكِ وسنا شمسكم

أمسيت مُوارباً.

ومن شجاعتك طفلاً،

حَسَمَ في خياله 

كل حروب الاستقلال في العالم،

مرتدياً قميصاً مفتوحاً

ولم يعد يتهيأ للحرب،

إلا من أجل الحُب.

برتقالكِ الصيفي مثل قذائف مدفع،

يتساقط هنا بالقرب مني.

 

نبذة عن حياة الشاعر:

 

ولد الشاعر شاندور چوري، في الثالث من فبراير من عام 1930. كان شاعراً وصحفياً وكاتب مقالات سياسية.

أكمل دراسته في الإعدادية البروتستانتية التصحيحية عام 1950، التحق بعدها بمعهد ألتا، لكنه ترك الدراسة بسب المرض. عمل في العديد من المجلات والجرائد مثل الجريدة الأدبية خلال الفترة ما بين 1953 و 1954، ومن 1955 إلى 1956 كان محرراً لقسم الشعر في دورية "الصوت الجديد". 

 ظهرت قصائده الأولى في عام 1953، مما أثار ضجة كبيرة وانتقاداً لعصر الرئيس راكوتسي. وسرعان ما لاحظت السلطات أن الشاعر لم يكن من أنصارها. ففي كتاباته كان ينتقد تأثير الديكتاتورية على شخصية الإنسان ومصيره خصوصاً على السكان في الريف. كان تحت المراقبة، بل استمرت مراقبته في بعض الأحيان لسنوات. لم يحصل على جوائز. عاش في بودابست، حيث كان يلتقي بأصدقائه، وبالأخص المخرج السينمائي المشهور ميكلوش يانتشو، والشاعر أوتو أوربان، وجورج كونراد، و فيرينس كوشا.

 

توفي الشاعر عن عمر يناهز 86 عاماً بعد صراع طويل مع المرض في 12 سبتمبر 2016.

 

تقييم النص

يجب تسجيل الدخول أو التسجيل كي تتمكن من الرد هنا

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد ! كن أول المعلقين !

التعليقات

إدراج الإقتباسات...