قصة "اكتئاب الكاتب" لعلي القاسمي بقلم: الدكتور محمد صابر عبيد

قصة "اكتئاب الكاتب" لعلي القاسمي بقلم: الدكتور محمد صابر عبيد


الغالي أبا حيدر

تناولتُ هذا الصباح قصة ((اكتئاب الكاتب)) بدلاً من فنجان القهوة واستمتعت بها، إذ كانت حوارية درامية مع الذات والآخر، مشحونة بالأسئلة، ومكتظّة بالتأمُّل الغزير، وكأن الحكاية السردية التي كانت تجري بين يديك، كالماء في قصص أخرى، تحوّلت إلى حكاية رؤيا تصرخ في أعماق القاسمي المنفصل رمزياً عنك، قبل أن تصرخ في أعماقنا جميعاً، وتهدِّد على نحو ما إنسانيتنا وجدوى مثولنا بين يدي حياة لا ترحم. فعتبة الإهداء ((إلى ع .ع في عيده ميلاده الخمسين)) تمثل دالاً حاشداً يعبر قارةَ القاسمي لتتحوّل إلى إشكالية حياة فلسفية مثخنة بالأسئلة المُرّة، لذا فإن لغة القصة ولوحتها السردية حفلت بلغة تعبير تقصّدت الارتفاع في سلّم البلاغة والبيان من أجل أن لا تكون مجرد حكاية للاستمتاع وتزجية الوقت، بل لمداهمة أكثر الزوايا حجباً وظلاماً والتباساً في أعماقنا وأرواحنا اللائبة. لغة أنيقة كثيفة ثرة ممتلئة، تسعى في سياق من سياقاتها إلى إرجاع بهاء الجملة العربية الصافية والنقية والباهرة والأصيلة إلى مائدة القصة القصيرة، وهي تحتفل بعيد ميلادها الخمسين حيث تنجدل الخبرة واليأس، الاكتئاب والوعي، التجربة والتعب، في قارورة واحدة تغري وتصدّ على حدّ سواء.

محبتي لك دائماً.

محمد صابر عبيد

تقييم النص

يجب تسجيل الدخول أو التسجيل كي تتمكن من الرد هنا

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد ! كن أول المعلقين !

التعليقات

إدراج الإقتباسات...